الغوي ، والعدو من الوليّ ... فكم من بهجة دامت هنالك! وكم من مهجة ذابت عند ذلك!
قوله جل ذكره : (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (٢٦))
أو لم يعتبروا بمنازل أقوام كانوا في حبرة فصاروا عبرة ، كانوا في سرور فآلوا إلى ثبور ؛ فجميع ديارهم ومزارهم صارت لأغيارهم ، وصنوف أموالهم عادت إلى أشكالهم ، سكنوا فى ظلالهم ولم يعتبروا بمن مضى من أمثالهم ، وكما قيل :
نعمة كانت على قو |
|
م زمانا تم بانت |
هكذا النعمة والإح |
|
سان مذ كان وكانت |
قوله جل ذكره : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (٢٧))
(١) الإشارة فيه : تسقى حدائق وصلهم بعد جفاف عودها ، وزوال المأنوس من معهودها ، فيعود عودها مورقا بعد ذبوله ، حاكيا بحاله حال حصوله.
قوله جل ذكره : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٨) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٢٩))
__________________
(١) يقول الزمخشري (الجرز) الأرض التي جزر نباتها أي قطع ، إما لعدم الماء وإما لأنه رعى وأزيل ، ولا يقال التي لا تنبت كالسباخ جرز ، ويدل عليه قوله تعالى «فنخرج به زرعا».
وقال عكرمة : هى الأرض الظمأى.
ويحاول بعضهم أن يطلقها على مكان بعينه (ابن عباس : أرض باليمن) ومجاهد : (أرض النيل).