التقوى لجام يكبحك عمّا لا يجوز ، زمام يقودك إلى ما تحب ، سوط يسوقك إلى ما أمرت به ، شاخص يحملك على القيام بحقّ الله ، حرز يعصمك من توصل أعدائك إليك ، عوذة تشفيك من داء الخطأ.
التقوى وسيلة إلى ساحات كرمه ، ذريعة تتوسل بها إلى عقوة جوده.
قوله جل ذكره : (وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٢))
اتبع ولا تبتدع ، واقتد بما نأمرك به ، ولا تهتد باختيارك غير ما نختار لك ، ولا تعرّج في أوطان الكسل ، ولا تجنحّ إلى ناحية التواني ، وكن لنا لا لك ، وقم بنا لا بك.
قوله جل ذكره : (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٣))
انسلخ عن إمابك ، واصدق في إيابك إلينا ، وتشاغل عن حسبانك معنا ، واحذر ذهابك عنا ، ولا تقصّر في خطابك معنا.
ويقال التوكل تحقّق ثم تخلّق ثم توثق ثم تملق ؛ تحقق في العقيدة ، وتخلق بإقامة الشريعة ، وتوثق بالمقسوم من القضية ، وتملّق بين يديه بحسن العبودية.
ويقال التوكل تحقّق وتعلق وتخلق : تحقّق بالله وتعلّق بالله ثم تخلق بأوامر الله.
ويقال التوكل استواء القلب في العدم والوجود.
قوله جل ذكره : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)
القلب إذا اشتغل بشىء شغل عما سواه ، فالمشتغل بما من العدم منفصل عمن له القدم ، وللتصل بقلبه بمن نعته القدم مشتغل عمّا من العدم .. والليل والنهار لا يجتمعان ، والغيب والغير لا يلتقيان.
(وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ)