وقطع الرّحم ، ويريد بهم الأخلاق الكريمة كالجود والإيثار والسخاء وصلة الرّحم ، ويديم لهم التوفيق والعصمة والتسديد ، ويطهرهم من الذنوب والعيوب.
قوله جل ذكره : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (٣٤))
إذ كرن عظيم النعمة وجليل الحالة التي تجرى في بيوتكن ؛ من نزول الوحى ومجىء الملائكة ، وحرمة الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والنور الذي يقتبس في الآفاق ، ونور الشمس الذي ينبسط على العالم ، فاعرفن (١) هذه النعمة ، وارعين هذه الحرمة.
قوله جل ذكره : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ...)
الإسلام هو الاستسلام ، والإخلاص ، والمبالغة في المجاهدة والمكابدة.
(وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ...)
الإيمان هو التصديق وهو مجمع الطاعات ، ويقال هو التصديق والتحقيق ، ويقال هو انتسام الحقيقة في القلب. ويقال هو حياة القلب أولا بالعقل ، ولقوم بالعلم ، ولآخرين ، بالفهم عن الله ، ولآخرين بالتوحيد ، ولآخرين بالمعرفة ، ولآخرين إيمانهم حياة قلوبهم بالله.
(وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ ...)
القنوت طول العبادة.
(وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ ...)
فى عهودهم وعقودهم ورعاية حدودهم.
__________________
(١) عرف هنا بمعنى ذكر الفضل .. وبهذه المناسبة أكشف للقارىء عن شىء حيرنى دهرا طويلا حينما كنت أقرأ فائية ابن الفارض التي أولها :
قلبى يحدثنى بأنك متلغى |
|
روحى فداك عرفت أم لم تعرف |
فطالما أزعجنى الشطر التالي من هذا البيت ؛ لأنى كنت أربط بين عرف وبين علم. فكنت أسائل لغمى كيف يخاطب ابن الفارض ربه على هذا النحو؟ حق اهتديت الى أن المعنى : التي سأفتديك بروحى حتى ولو ثلفت فى ذلك ، وسأبق عليه ، سواء ذكرت لى ما أصنع ، واحتسبته .. أم لم تفعل.