كالقدرة عليه لاستوائهما بكلّ وجه ، وإنه يحيى النفوس بعد موتها في العرصة كما يحى الإنسان من النطفة ، والطير (١) من البيضة ، ويحيى القلوب بالعرفان لأهل الإيمان كما يميت نفوس أهل الكفر بالهوى والطغيان.
قوله جل ذكره : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
«إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» بخلقه وقدرته. وأخبرنا أنه تتعلّق بالمكوّن كلمته على ما يجب في صفته ، وسيّان عنده خلق الكثير في كثرته والقليل في قلّته.
قوله جل ذكره : (فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
أي بقدرته ظهور كلّ شئ : فلا يحدث شئ ـ قلّ أو كثر ـ إلا بإبداعه وإنشائه ، ولا يبقى منها شئ إلا بإبقائه ، فمنه ظهور ما يحدث ، وإليه مصير ما يخلق
__________________
(١) وردت (والطين) والصواب أن تكون (والطير).