لا يستطيعون نصرهم لهم جند محضرون)
اكتفوا بأمثالهم (١) معبودات لهم ، ثم سلّى نبيّه ـ صلىاللهعليهوسلم بأن قال له : ـ
(فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ)
وإذا علم العبد أنّه بمرأى من الحقّ هان عليه ما يقاسيه ، ولا سيما إذا كان في الله.
قوله جل ذكره : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧))
أي شددنا أسرهم ، وجمعنا نشرهم ، وسوّينا أعضاءهم ، وركّببنا أجزاءهم ، وأودعناهم العقل والتمييز .. ثم إنه (خَصِيمٌ مُبِينٌ) : ينازعنا في خطابه ، ويعترض علينا في أحكامنا بزعمه واستصوابه ، وكما قيل :
أعلّمه الرماية كلّ يوم |
|
فلمّا اشتدّ ساعده رمانى |
قوله جل ذكره : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢))
(إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) بخلقه وقدرته. وأخبرنا أنه تتعلّق بالمكوّن كلمته على ما يجب في صفته ، وسيّان عنده خلق الكثير في كثرته والقليل في قلّته.
قوله جل ذكره : (فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣))
أي بقدرته ظهور كلّ شىء : فلا يحدث شىء ـ قلّ أو كثر ـ إلا بإبداعه وإنشائه ، ولا يبقى منها شىء إلا بإبقائه ، فمنه ظهور ما يحدث ، وإليه مصير ما يخلق
__________________
(١) وردت (والطين) والصواب أن تكون (والطير).