قوله جل ذكره : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (٥١))
ننصرهم بالآيات وفنون التعريفات حتى يعرفوا ويشهدوا أن الظّفر وضدّه من الله ، والخير والشرّ من الله.
ويقال ننصرهم على أعدائهم بكيد خفّى ولطف غير مرئيّ ، من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون ؛ ننصرهم في الدنيا بالمعرفة (١) وباليقين بأنّ الكائنات من الله ، وننصرهم فى الآخرة بأن يشهدوا ذلك ، ويعرفوا ـ بالاضطرار (٢) ـ أنّ التأثير من الله ، وغاية النصرة أن يقتل الناصر عدوّ من ينصره ، فإذا أراد حتفه (٣) تحقّق بأن لا عدوّ على الحقيقة ، وأنّ الخلق أشباح تجرى عليهم أحكام القدرة ؛ فالوليّ لا عدوّ له ، ولا صديق له إلا الله ، قال تعالى : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) (٤).
قوله جل ذكره : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٥٢))
دليل الخطاب أن المؤمنين ينفعهم تنصّلهم ، ولهم من الله الرحمة ، ولهم حسن الدار ، وما بقي من هذه الدنيا إلا اليسير
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (٥٣) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٥٤))
مضى طرف من البيان في قصة موسى.
__________________
(١) فى ص (بالمغفرة) والملاثم للسياق (بالمعرفة واليقين) كما جاء في م.
(٢) أي تكون معرفة ضرورية ، ونحن نعلم من مذهب القشيري أن المعرفة في الابتداء كسبية (من العبد) وفي الانتهاء ضرورية (من الرب).
(٣) فى ص (حققه) والملائم للسياق أنه يريه (حتف) عدوه.
(٤) آية ٢٥٧ سورة البقرة.