(الوصف) (١) علمناهم (٢)
قوله جل ذكره : (وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (٥))
قالوا ذلك على الاستهانة والاستهزاء ، ولو قالوه عن بصيرة لكان ذلك منهم توحيدا (٣) ، فمنوا بالمقت لما فقدوا من تحقيق القلب.
قوله جل ذكره : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (٧))
إنما أنا بشر مثلكم في الصورة والبنية ، والذات والخلقة. والفرقان بينى وبينكم أنّه يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد ؛ فالخصوصية من قبله لا من قبلى ، ولقد بقيت فيكم عمرا ، ولقيتمونى دهرا .. فما عثرتم منى على غير صواب ، ولا وجدتم في قولى شوب كذاب. وأمرى إليكم أن استقيموا في طاعته ، واستسلموا لأمره .. وطوبى لمن أجاب ، والويل لمن أصرّ وعاب!.
__________________
(١) سقطت (الوصف) من ص وهي موجودة في م.
(٢) روى أن قريشا اختارت عتبة بن ربيعة كى يعرض على النبي (ص) أن يكف عن سب آلهتها وتسفيه أحلامها مقابل رياسة أو مال .. إلخ ؛ وظل يتحدث ، فى ذلك حتى انتهى ، وعندئذ سأله النبي (ص) : أفرغت يا أبا الوليد؟ قال : نعم .. فقال : اسمع .. بسم الله الرّحمن الرّحيم. حم تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت ....» إلى قوله تعالى : فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود» فوثب عتبة ، ووضع يده على فم النبي وناشده ليسكتن ... ثم مضى إلى قريش فأنبأها بما سمع ، وأقسم ألا يكلم محمدا أبدا ، لأن ما سمعه ما هو بشعر ولا كهانة ولا سحر .. ثم أردف : ولقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لا يكذب ..
(٣) لأنه يكون حينئذ اعترافا منهم بوجود غطاء من ظلمة البشرية يحجبهم عن حقيقة الأحدية ، ويكون اعترافهم بقصورهم بداية لاستمدادهم لفضل من الله.