فنحن نقتدى بهم ، ثم قال :
(وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣))
سلكوا طريق هؤلاء في التقليد لأسلافهم ، ولاستنامة إلى ما اعتادوه من السّيرة والعادة.
قوله جل ذكره : (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٢٤) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥))
فلم ينجع فيهم قوله ، ولم ينفعهم وعظه ، وأصرّوا على تكذيبهم ، فانتقم الحقّ ـ سبحانه ـ منهم كما فعل بالذين من قبلهم.
قوله جل ذكره : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦))
أخبر أنّ إبراهيم لمّا دعا أباه وقومه إلى الله وتوحيده أبوا إلّا تكذيبه ؛ فتبرّأ منهم بأجمعهم ، وجعل الله كلمة التوحيد باقية في عقبه وقومه.
قوله جل ذكره : (بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (٢٩))
أرخينا عنان إمهالهم مدة ، ثم كان أمرهم (١) أن انتصرنا منهم ، ودمّرناهم أجمعين.
قوله جل ذكره : (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ
__________________
(١) هكذا في ص وهي في م (آخرهم) وهي مقبولة في السياق على معنى (آخر أمرهم) أو (آخر شأنهم).