قوله جل ذكره : (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (٧٦))
هذا الخطاب يشبه كلمة العذر ـ وإن جلّ قدره ـ سبحانه ـ عن ذلك.
قوله جل ذكره : (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (٧٧) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٨))
لو قالوا : (يا مالِكُ) لعلّ أقوالهم (١) كانت أقرب إلى الإجابة ، ولكنّ الأجنبية حالت بينهم وبين ذلك (٢) ، فكان الجواب عليهم :
(إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) فيها .. نصحتم فلم تنتصحوا ، ولم تقبلوا القول في حينه ، وكان أكثرهم للحق كارهين.
قوله جل ذكره : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (٧٩))
(٣) بل أمورهم منتقضة عليهم ؛ فلا يتمشى لهم شىء مما دبّروه ، ولا يرتفع لهم أمر على نحو ما قدّروه ـ وهذه الحال أوضح دليل على إثبات الصانع.
قوله جل ذكره : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (٨٠))
إنما خوّفهم بسماع الملك ، وبكتابتهم أعمالهم عليهم لغفلتهم عن الله ـ سبحانه ، ولو كان لهم خير عن الله لما خوّفهم بغير الله ، ومن علم أنّ أعماله تكتب عليه ، وأنه يطالب بمقتضى ذلك ـ قلّ إلمامه بما يخاف أن يسأل عنه ..
قوله جل ذكره : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (٨١))
__________________
(١) فى ص (أحوالكم) وقد آثرنا عليها (أقوالكم) التي في م كما يتضح من السياق القرآنى والسياق التفسيري.
(٢) يلفت القشيري نظرنا ـ من بعيد ـ إلى أن الدعاء ينبغى أن يتجه بالكلية إلى الرب سبحانه ، وقد يكون لذلك أهميته في فكرة الاستشفاع بالوسيلة ـ كما يتصورها هذا الإمام.
(٣) يقال إن الآية نزلت في تدبير الكائدين المكر بالنبي (ص) فى دار الندوة حين استقر أمرهم ـ حسب مشورة أبى جهل ـ على أن يبرز من كل قبيلة رجل ، ثم يشتركون في قتله فتضعف المطالبة بدمه صلوات الله عليه. وكانت النتيجة أن قتلوا جميعا يوم بدر.