بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٣١))
يقال الإجابة على ضربين : إجابة لله ، وإجابة للداعى ؛ فإجابة الداعي بشهود الواسطة ـ وهو الرسول صلىاللهعليهوسلم. وإجابة الله بالجهر إذا بلغته الرسالة على لسان السفير ، وبالسّرّ إذا حصلت التعريفات من الواردات على القلب ؛ فمستجيب بنفسه ومستجيب بقلبه ومستجيب بروحه ومستجيب بسرّه. ومن توقف عن دعاء الداعي إيّاه ، ولم يبادر بالاستجابة هجر فيما كان يخاطب به (١).
قوله جل ذكره : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٣))
الرؤية هنا بمعنى العلم.
(وَلَمْ يَعْيَ) أي ولم يعجز ولم يضعف.
قوله جل ذكره : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ)
ثم يقال لهم على سبيل تأكيد إلزام الحجة :
(أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ؟ قالُوا : بَلى وَرَبِّنا. قالَ : فَذُوقُوا الْعَذابَ ...)
جزاء لكم على كفركم.
قوله جل ذكره : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)
__________________
(١) هكذا في م وهي في ص (يطالب به) وكلاهما مقبول في السياق فالدعاء خطاب ومطالبة للمدعو.