الكفّار عن قوم من المسلمين ، أو بسبب ما يؤخذ من الفداء .. وأمثال هذا ، فحينئذ ذلك مسلّم على ما يراه الإمام (١).
كذلك حال المجاهدة مع النّفس : حيث يكون في إغفاء ساعة أو في إفطار يوم ترويح للنفس من الكدّ ، وتقوية على الجهد فيما يستقبل من الأمر ـ فذلك مطلوب حسبما يحصل به الاستصواب من شيخ المريد ، أو فتوى لسان الوقت ، أو فراسة صاحب المجاهدة (٢).
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ)
إذا قتل أحد في سبيل الحقّ توّلى ورثة المقتول بأحسن من تولية المقتول.
وكذلك يرفع درجاته ؛ فيعظم ثوابه ، ويكرم مآبه.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (٧))
نصرة الله من العبد نصرة دينه بإيضاح الدليل وتبيينه.
ونصرة الله للعبد بإعلاء كلمته ، وقمع أعداء الدين ببركات سعيه وهمّته.
(وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) بإدامة التوفيق لئلا ينهزم من صولة أعداء الدين.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (٨))
__________________
(١) للإمام الحق في أن يقبل أو يمن أو يفادى أو يسترق. والرسول نفسه. قتل عقبة بن معيط والنضر ابن الحارث يوم بدر ، وفادى سائر أسارى بدر ، ومنّ على ثمامة الحنفي وهو أسير ، ومن على سبى هوازن ، وأخذ من سلمة بن الأكوع جارية ففدى بها أناسا من المسلمين .. هذه كلها ثابتة في الصحيح ـ وهذه الأربعة إليها مذهب الشافعي.
(٢) تهمنا هذه الفقرة إذا تذكرنا أن القشيري متشدد في الرخص ، وقياس الرخصة هنا على آية القتال وعلى حرب المشركين وعل تصرف الإمام ... فيها دقة تحتاج إلى تدبر. ثم تهمنا في معرفة من الذي يمنح الرخصة للمريد؟