ويقال : ألا تحمله المطالبة بسبب كثرة العيال ونفقتهم الكبيرة على الخطر بدينه ؛ فيأخذ من الأشياء ـ برخصة التأويل ـ ما ليس بطيّب (١).
قوله جل ذكره : (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢١))
قيل : فتح الروم وفارس (٢). وقيل : فتح مكة (٣).
وكان الله على كل شىء قديرا : فلا تعلقوا بغيره قلوبكم.
قوله جل ذكره : (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٢٢))
يعنى : خيبر وأسد وغطفان وغيرهم ـ لو قاتلوكم لانهزموا ، ولا يجدون من دون الله ناصرا
قوله جل ذكره : (سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً (٢٣))
أي سنّة الله خذلانهم ولن تجد لسنة الله تحويلا.
قوله جل ذكره : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٢٤))
قيل إن سبعين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون قتله (فأخذناهم سلما فاستحييناهم) فأنزل الله هذه الآية في شأنهم (٤).
__________________
(١) مرة أخرى ننبه إلى إضافة هذا الكلام إلى موقف القشيري من الرخصة ومداها.
(٢) قال ابن عباس : هى أرض فارس والروم وجميع ما فتحه المسلمون. وهو قول الحسن ومقاتل وابن أبى ليل.
(٣) عن الحسن أيضا وقتادة ، وقال عكرمة : حنين.
(٤) فى ص ، وم (فأخذهم سلمان) ، وهما خطأ في النسخ ، فالرواية عن يزيد بن هارون قال : أخبرنا حماد ابن سلمة عن ثابت عن أنس أن (ثمانين) رجلا من أهل مكة هبطوا على النبي (ص) من جبل التنعيم متسلحين يريدون