لُوطٍ (١٣) وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤))
إنّا لم نعجز عن هؤلاء ـ الذين ذكر أسماءهم ـ وفيه تهديد لهم وتسلية للرسول.
(أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (١٥))
أي إنّا لم نعجز عن الخلق الأول .. فكيف نعجز عن الخلق الثاني ـ وهو الإعادة؟ لم يعتص علينا فعل شىء ، ولم نتعب من شىء .. فكيف يشق علينا أمر البعث؟ أي ليس كذلك (١).
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦))
نعلم ما توسوس به نفسه من شهوات تطلب استنفاذها ، مثل التصنّع مع الخلق ، وسوء الخلق ، والحقد .. وغير ذلك من آفات النّفس التي تشوّش على القلب والوقت.
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) فحبل الوريد أقرب أجزاء نفسه إلى نفسه ، والمراد من ذلك العلم والقدرة ، وأنه يسمع قولهم ، ولا يشكل عليه شىء من أمرهم.
وفي هذه الآية هيبة وفزع وخوف لقوم ، وروح وسكون وأنس قلب لقوم.
قوله جل ذكره : (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (١٧))
خوّفهم بشهود الملائكة وحضور الحفظة ، وبكتابتهم عليهم أعمالهم ، فهما قعيدا (٢) كلّ
__________________
(١) فالاستفهام هنا للإنكار أو للنفى.
(٢) عبر عن المثنى بالمفرد للدلالة بواحد على الاثنين مثل قول الشاعر :
رمانى بأمر كنت منه ووالدي |
|
بريئا ومن أجل العلوي رمانى |
أي رمانى بأمر كنت منه بريثا وكان والدي منه بريثا.