قوله جل ذكره : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١))
يقال : إنّ الجنّة تقرّب من المتقين ، كما أنّ النار تجرّ بالسلاسل إلى المحشر نحو المجرمين.
ويقال : بل تقرب الجنة بأن يسهل على المتقين حشرهم إليها .. وهم خواص الخواص.
ويقال : هم ثلاثة أصناف : قوم يحشرون إلى الجنة مشاة وهم الذين قال فيهم : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ) (زُمَراً) (١) () ـ وهم عوام المؤمنين (٢) وقوم يحشرون إلى الجنة ركبانا على طاعاتهم المصوّرة لهم بصورة حيوان ، وهم الذين قال فيهم جلّ وعلا : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) (٣) ـ وهؤلاء هم الخواص وأمّا خاص الخاص فهم الذين قال عنهم : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) أي تقرّب الجنة منهم
وقوله : (غَيْرَ بَعِيدٍ) تأكيد لقوله : (وَأُزْلِفَتِ).
ويقال : «غير بعيد» : من العاصين تطييبا لقلوبهم.
قوله جل ذكره : (هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢))
الأوّاب : الراجع إلى الله في جميع أحواله.
(حَفِيظٍ) : أي محافظ على أوقاته ، (ويقال محافظ على حواسه في الله حافظ لأنفاسه مع الله) (٤).
قوله جل ذكره : (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣))
الخشية من الرحمن هي الخشية من الفراق. (والخشية من الرحمن تكون مقرونة بالأنس ؛ ولذلك لم يقل : من خشى الجبّار ولا من خشى القهّار) (٥).
__________________
(١) آية ٧٣ سورة الزمر.
(٢) ما بين القوسين موجود في م وغير موجود في ص.
(٣) آية ٨٥ سورة مريم.
(٤) ما بين القوسين موجود في ص وساقط في م.
(٥) ما بين القوسين موجود في ص وساقط في م.