قوله جل ذكره : (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٣٢))
أتأمرهم عقولهم (١) بهذا؟ أم تحملهم مجاوزة الحدّ في ضلالهم وطغيانهم على هذا؟
قوله جل ذكره : (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤))
إذا كانوا يزعمون أنك تقول هذا القول (٢) من ذات نفسك فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين فيما رموك به!
قوله جل ذكره : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (٣٥))
كلّا ليس الأمر كذلك ، بل الله هو الخالق وهم المخلوقون.
أم هم الذين خلقوا السماوات والأرض؟ أم عندهم خزائن ربّك.
ـ أي خزائن أرزاقه ومقدوراته؟ أم هم المسيطرون المتسلّطون على الناس؟.
أم لهم سلّم يرتقون فيه فيستمعون ما يجرى في السماوات؟ فليأت مستمعهم بسلطان مبين.
ثم إنه سفّه أحلامهم فقال :
(أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٠))
أم تسألهم على تبليغ الرسالة أجرا فهم مثقلون من الغرم والإلزام في المال (بحيث يزهدهم ذلك في اتباعك؟.
__________________
(١) كانت قريش يدعون أهل الأحلام والنّهى ـ فإسناد الأحلام إلى الكفار في الآية مجاز فيه سخرية منهم.
(٢) ما بين القوسين إضافة من جانبنا كى يتضح السياق ـ فالقشيرى كما هو واضح في آخر السورة لا يعطى سوى كلمات مقتضبة ، وإنما يهتم بالجانب الإشارى ـ إن وجد.