حتى صاروا كأنهم أسافل نخل منقطع. وقيل : كانت الريح تقتلع رءوسهم عن مناكبهم ثم تلقى بهم كأنهم أصول نخل قطعت رءوسها.
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢))
هوّنا قراءته وحفظه ؛ فليس كتاب من كتب الله تعالى يقرأ ظاهرا إلّا القرآن.
قوله جل ذكره : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٢٤))
هم قوم صالح. وقد مضى القول فيه ، وما كان من عقرهم للناقة .. إلى أن أرسل الله عليهم صيحة واحدة أوجبت هذا الهلاك ، فصيّرهم كالهشيم ، وهو اليابس من النبات ، (الْمُحْتَظِرِ) : أي : المجعول في الحظيرة ، أو الحاصل في الخطيرة (١) ..
قوله جل ذكره : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (٣٥))
فأرسلنا عليهم (حاصِباً) : أي : حجارة رموا بها.
(كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) : أي : جعلنا إنجاءهم في إهلاك أعدائهم.
وهكذا نجزى من شكر ؛ فمثل هذا نعامل به من شكر نعمتنا.
والشّكر على نعم الدفع أتمّ من الشكر على نعم النفع ـ ولا يعرف ذلك إلا كلّ موفّق كيّس.
(فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ)
__________________
(١) يقصد القشيري أنها قد تقرأ بفتح الظاء وبكسرها.