احفظوا العدل في جميع الأمور ؛ فى حقوق الآدميين وفي حقوق الله ، فيعتبر العدل ، وترك الحيف ومجاوزة الحدّ في كل شىء ؛ ففى الأعمال يعتبر الإخلاص ، وفي الأحوال الصدق ، وفي الأنفاس الحقائق ومساواة الظاهر والباطن وترك المداهنة والخداع والمكر ودقائق الشّرك وخفايا النفاق وغوامض الجنايات.
(وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (٩))
(وأقيموا الوزن بالمكيال الذي تحبون أن تكالوا به ، وعلى الوصف الذي ترجون أن تنالوا به مطعمكم ومشربكم دون تطفيف) (١).
قوله جل ذكره : (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (١٠) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (١١) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢))
خلق الأرض وجعلها مهادا ومثوى للأنام.
ويقال : وضعها على الماء وبسط أقطارها ، وأنبت أشجارها وأزهارها ، وأجرى أنهارها وأغطش ليلها وأوضح نهارها.
(فِيها فاكِهَةٌ ...) يعنى ألوان الفاكهة المختلفة في ألوانها وطعومها وروائحها ونفعها وضررها ، وحرارتها وبرودتها .. وغير ذلك من اختلاف في حبّها وشجرها ، وورقها ونورها.
(وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) وأكمام النخل ليفها وما يغطّيها من السّعف.
(وَالْحَبُّ) : حبّ الحنطة والشعير والعدس وغير ذلك من الحبوب.
(ذُو الْعَصْفِ) : والعصف ورق الزرع (٢)
__________________
(١) ما بين القوسين مضطرب في النص حاولنا تنظيمه ليعطى معنى.
(٢) قال الضحاك : العصف التين ، وقال بعضهم العصف هو المأكول من الحب ، والريحان النضيج الذي لم يؤكل. وقال أبو مالك : العصف أول ما ينبت تسميه النبط هبورا. وقال بعضهم : العصف ورق الحنطة. (البخاري ح ٣ ص ١٣١). وسميت الرياح عواصف لأنها تأتى بالعصف وهو ورق الزرع وحطامه.