(كَالْأَعْلامِ) : الجبال
(له هذه السفن التي أنشئت وخلقت في البحر كأنها الجبال العالية) (١).
قوله جل ذكره : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٢٦))
كل من على وجه الأرض في حكم الفناء من حيث الجواز. ومن حيث الخبر : ستفنى الدنيا ومن عليها ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. و «الوجه» : صفة لله ـ سبحانه ـ لم يدلّ عليه العقل قطعا ودلّ عليه جوازا ، وورد الخبر بكونه قطعا.
ويقال : فى بقاء الوجه بقاء الذات ، لأن الصفة لا تقوم بنفسها ، ولا محالة شرطها قيامها بنفسه وذاته. وفائدة تخصيص الوجه (٢) بالذكر أن ما عداه يعرف بالعقل ، والوجه لا يعلم بالعقل ، وإنما يعرف بالنقل والأخبار. و (يَبْقى) : وفي بقائه. سبحانه خلف عن كلّ تلف (٣) ، وتسلية للمسلمين عمّا يصيبهم من المصائب ، ويفوتهم من المواهب.
قوله جل ذكره : (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩))
أهل السماوات يسألون أبدا المغفرة ، وأهل الأرض يسألونه الرزق والمغفرة ، أي لا بدّ لأحد منه (سبحانه).
وفي السماوات والأرض من لا يسأله : وهم من قيل فيهم : من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين (٤).
ويقال : ليس كلّ من في السماوات والأرض يسألونه ممّا في السماوات والأرض ولكن:
بين المحبين سرّ ليس يغشيه |
|
قول ولا قلم للخلق يحكيه |
__________________
(١) ما بين القوسين مستدرك في هامش الورقة بالنسخة ص.
(٢) سقطت لفظة (الوجه) من النسخة م.
(٣) هكذا في م وهي في ص (تالف) وهي صحيحة ولكن السياق والموسيقى الداخلية تتأكد ب (تلف).
(٤) «من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين» رواه البخاري في التاريخ ، والبزار فى المسند ، والبيهقي في الشعب من حديث عمر بن الخطاب.