ويقال : الذين يعطون الكتاب بأيمانهم ، والذين يعطون الكتاب بشمائلهم.
(ويقال : هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين .. إلى الجنة ، والذين يؤخذ بهم ذات الشمال .. إلى النار) (١).
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) : وهم الصف الثالث. وهم السابقون إلى الخصال الحميدة ، (والأفضال الجميلة) (٢).
ويقال : السابقون إلى الهجرة. ويقال : إلى الإسلام. ويقال : إلى الصلوات الخمس.
ويقال : السابقون بصدق القدم. ويقال : السابقون بعلوّ الهمم. ويقال : السابقون إلى كل خير. ويقال السابقون المتسارعون إلى التوبة من الذنوب فيتسارعون إلى النّدم إن لم يتسارعوا بصدق القدم.
ويقال : الذين سبقت لهم من الله الحسنى فسبقوا إلى ما سبق إليه :
(أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١))
ولم يقل : المتقرّبون ، بل قال : أولئك المقرّبون ـ وهذا عين الجمع ، فعلم الكافة أنهم بتقريب ربّهم سبقوا ـ لا بتقرّبهم (٣).
(فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢))
أي : فى الجنة (٤). ويقال : مقربون إلا من الجنة فمحال أن يكونوا في الجنة ثم يقرّبون من الجنة ، وإنما يقرّبون إلى غير الجنة : يقرّبون من بساط القربة ...
وأنّى بالبساط ولا بساط؟! مقربون .. ولكن من حيث الكرامة لا من حيث المسافة ؛ مقرّبة نفوسهم من الجنة وقلوبهم إلى الحقّ.
مقرّبة قلوبهم من بساط المعرفة ، وأرواحهم من ساحات الشهود ـ فالحقّ عزيز .. لا قرب ولا بعد ، ولا فصل ولا وصل.
__________________
(١) موجودة في م وغير موجود في ص.
(٢) موجود في م وغير موجود في ص.
(٣) هذه إشارة إلى أن العمل الإنسانى ـ وحده ـ لا يعوّل عليه إذا قيس بالفضل الإلهى.
(٤) يتحدث القشيري هنا في ضوء حالى الفرق والجمع.