ويقال : مقربون ولكن من حظوظهم ونصيبهم. وأحوالهم ـ وإن صفت ـ فالحقّ وراء الوراء.
قوله جل ذكره : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤))
الثّلة : الجماعة. ويقال : ثلة من الأولين الذين شاهدوا أنبياءهم وقليل من الآخرين الذين شاهدوا نبيّنا صلىاللهعليهوسلم.
ويقال : ثلّة من الأولين : من السلف وقليل من المتأخرين : من الأمة.
(عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) (١)
أي منسوجة نسيج الدرع من الذهب. جاء في التفسير : طول كل سرير ثلاثمائة ذراع ، إن أراد الجلوس عليه تواضع ، وإن استوى عليه ارتفع.
(مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (١٦))
أي لا يرى بعضهم قفا بعض. وصفهم بصفاء المودة وتهذّب الأخلاق.
(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧))
يطوف عليهم وهم مقيمون لا يبرحون ولدان في سنّ واحدة ... لا يهرمون.
وقيل : مقرّطون (الخلدة. القرط)
(بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٩))
(بِأَكْوابٍ) جمع كوب وهي آنية بلا عروة ولا خرطوم ، (وَأَبارِيقَ) : جمع إبريق وهو عكس الكوب (أي له خرطوم وعروة).
ولا صداع لهم في شربهم إياها ، كما لا تذهب عقولهم بسببها.
ولهم كذلك فاكهة مما يتخيرون ، (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤))
(وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) ، (وَحُورٌ عِينٌ) ، (كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) ، أي : المصون ، جزاء بما كانوا يعملون.
__________________
(١) وضن الثوب نسجه بالجوهر ، فهو واضن وهي واضنة والمفعول موضون.