(بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) بل نحن محرومون بعد أن ضاع منّا الرزق.
قوله جل ذكره : (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (٧٠))
أأنتم أنزلتموه من السحاب .. أم نحن ننزله متى نشاء أنّى نشاء كما نشاء على من نشاء وعلى ما نشاء؟ ونحن الذين نجعله مختلفا في الوقت وفي المقدار وفي الكيفية ، فى القلّة وفي الكثرة.
ولو نشاء لجعلناه ملحا .. أفلا تشكرون عظيم نعمة الله ـ سبحانه ـ عليكم في تمكينكم من الانتفاع بهذه الأشياء التي خلقها لكم.
قوله جل ذكره : (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣))
ورى الزّند يرى فهو وار ... وأوراه يوريه أي يقدحه.
يعنى : إذا قدحتم الزند .. أرأيتم كيف تظهر النار ـ فهل أنتم تخلقون ذلك؟
أأنتم أنشأتم شجرتها ـ يعنى المرخ والعفار (١) ـ أم نحن المنشئون؟
(نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً) : أي يمكن الاستدلال بها.
(وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ) : يقال : أقوى الرجل إذا نزل بالقواء أي : الأرض الخالية.
فالمعنى : أن هذه النار (تَذْكِرَةً) يتذكّر بها الإنسان ما توعده به في الآخرة من نار جهنم ، و (مَتاعاً) : يستمتع بها المسافر في سفره في وجوه الانتفاع المختلفة.
__________________
(١) المرخ : شجر ينفرش ويطول في السماء ليس له ورق ولا شوك ، سريع الورى يتقدح به.
والعفار : شجيرة من الفصيلة الأريكية لها ثمر لبّى أحمر ، ويتخذ منها الزناد فيسرع الورى. وفي أمثال العرب : «فى كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار».