ويقال : يسبح لله ما في السماوات والأرض ، كلّ واقف على الباب بشاهد الطّلب ... ولكنه ـ سبحانه عزيز (١).
ويقال : ما تقلّب أحد من جاحد أو ساجد إلا في قبضة العزيز الواحد ، فما يصرّفهم إلا من خلقهم ؛ فمن مطيع ألبسه نطاق وفاقه ـ وذلك فضله ، ومن عاص ربطه بمثقلة الخذلان ـ وذلك عدله.
(وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : العزيز : المعزّ لمن طلب الوصول ، بل العزيز : المتقدّس عن كل وصول ... فما وصل من وصل إلا حظّه ونصيبه وصفته على ما يليق به.
قوله جل ذكره : (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢))
الملك مبالغة من الملك ، وهو القدرة على الإبداع ، ولا مالك إلا الله. وإذا قيل لغيره : مالك فعلى سبيل المجاز ؛ فالأحكام المتعلقة في الشريعة على ملك الناس صحيحة في الشرع ، ولكنّ لفظ الملك فيها توسّع كما أن لفظ التيمم في استعمال التراب ـ عند عدم الماء ـ فى السفر مجاز ، فالمسائل الشرعية في التيمم صحيحة ، ولكن لفظ التيمم في ذلك مجاز.
(يُحْيِي وَيُمِيتُ) : يحيى النفوس ويميتها. ويحيى القلوب بإقباله عليها ، ويميتها بإعراضه عنها. ويقال : يحييها بنظره وتفضّله ، ويميتها بقهره وتعزّزه.
قوله جل ذكره : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣))
(الْأَوَّلُ) : لاستحقاقه صفة القدم ، و (الْآخِرُ) لاستحالة نعت العدم.
و (الظَّاهِرُ) بالعلو والرفعة ، و (الْباطِنُ) : بالعلم والحكمة.
ويقال (الْأَوَّلُ) بلا ابتداء ، و (الْآخِرُ) بلا انتهاء ، و (الظَّاهِرُ) بلا خفاء ، و (الْباطِنُ) بنعت العلاء وعزّ الكبرياء.
__________________
(١) أي حلّت الصمدية أن يستشرف من ذاتيتها أحد .. فكل واقف بالباب على البساط.