قوله جل ذكره : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).
(أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) : أي خلقنا الحديد.
ونصرة الله هي نصرة دينه ، ونصرة الرسول باتّباع سنّته.
(إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) : أقوى من أن ينازعه شريك ، أو يضارعه في الملك مليك ، وأعزّ من أن يحتاج إلى ناصر.
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٢٦))
أي : أرسلنا نوحا ، ومن بعده إبراهيم ، وجعلنا من نسلهما النبوّة والكتاب.
(فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ).
أي : مستجيب.
(وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ).
خرجوا عن الطاعة.
قوله جل ذكره : (ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً)
أي : أرسلنا بعدهم عيسى ابن مريم.
(وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ).
بيّن أنّه لم يأمرهم بالرهبانيّة (١) بل هم الذين ابتدعوها
__________________
(١) الرهبانية هى : الفعلة المنسوبة إلى الرّهبان وهو الخائف ـ صيغة فعلان من رهب مثل خشيان من خشى ، وكانوا يفرون إلى الجبال والصحراوات ليخلصوا من الفتنة في دينهم ، ويقطعون أنفسهم عن الزواج والنسل.