فالاختيال من علامات بقاء النفس ورؤيتها (١) ، والفخر (ناتج) (٢) عن رؤية ما به يفتخر.
قوله جل ذكره : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤))
بخلوا بكتمان صفة نبيّنا صلىاللهعليهوسلم وأمروا أتباعهم بذلك ، وذلك لمّا خافوا من كساد سوقهم وبطلان رياستهم.
«ومن يتولّ .. عن الإيمان ، أو إعطاء الصّدقة (فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).
والبخل ـ على لسان العلم ـ منع الواجب (٣) ، فأمّا على بيان هذه الطائفة (٤) فقد قالوا :
البخل رؤية قدر للأشياء ، والبخيل الذي يعطى عند السؤال (٥) ، وقيل : من كتب على خاتمه اسمه فهو بخيل (٦).
قوله جل ذكره : (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)
أي أرسلناهم مؤيّدين بالحجج اللائحة والبراهين الواضحة ، وأزحنا العلّة لمن أراد سلوك الحجّة المثلى ، ويسّرنا السبيل على من آثر اتّباع الهدى. وأنزلنا معهم الكتب المنزّلة ، و (الْمِيزانَ) : أي الحكم بالقرآن ، واعتبار العدل والتسوية بين الناس.
(لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) : فلا يظلم أحد أحدا.
__________________
(١) هكذا في ص وهي أصوب من (زينتها) التي في م ، فرؤية النفس آفة يحذر منها أرباب الطريق ـ خاصة أهل الملامة.
(٢) إضافة من عندنا حتى يتضح السياق.
(٣) يقصد منع الزكاة المفروضة حسب علوم الشريعة.
(٤) يقصد طائفة الصوفية.
(٥) أي لا ينظر حتى يسأله سائل ، وإنما هو يعطى دائما دون انتظار لدعوة داع أو سؤال سائل.
(٦) لأنه ينبغى أن يكون مستعدا لاعضائه لغيره عند أي ظرف من الظروف ، والمقصود أن يكون في العبد إيثار الفتيان (راجع فصل الفتوة في رسالة القشيري).