اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦))
بشّر كلّ نبيّ قومه بنبيّنا صلىاللهعليهوسلم ، وأفرد الله ـ سبحانه ـ عيسى بالذّكر فى هذا الموضع لأنه آخر نبيّ قبل نبيّنا صلىاللهعليهوسلم : فبيّن بذلك أن البشارة به عمّت جميع الأنبياء واحدا بعد واحد حتى انتهت بعيسى عليهالسلام.
قوله جل ذكره : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨))
(١) فمن احتال لوهنه ، أو رام وهيه انعكس عليه كيده ، وانتقض عليه تدبيره.
(وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) : كما قالوا :
ولله سرّ في علاه وإنما |
|
كلام العدى ضرب من الهذيان |
كأنه قال : من تمنّى أن يطفئ نور الإسلام بكيده كمن يحتال ويزاول إطفاء شعاع الشمس بنفثه ونفخه فيه ـ وذلك من المحال.
قوله جل ذكره : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩))
لمّا تقاعد قومه عن نصرته ، وانبرى أعداؤه لتكذيبه ، وجحدوا ما شاهدوه من صدقه قيّض الله له أنصارا من أمته هم : نزّاع القبائل ، والآحاد الأفاضل ، والسادات الأماثل ، وأفراد المناقب ـ فبذلوا في إعانته ونصرة دينه مهجهم ، ولم يؤثروا عليه شيئا من كرائمهم ، ووقوه
__________________
(١) حكى عطاء عن ابن عباس : أن الوحى حين أبطا على رسول الله (ص) أربعين يوما قال كعب بن الأشرف : يا معشر اليهود : أبشروا! فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه ، وما كان ليتم أمره ؛ فحزن النبي (ص) فأنزل الله تعالى هذه الآية واتصل الوحى بعدها.