بأرواحهم ، (وأمدّهم الله سبحانه بتوفيقه كى ينصروا دينه ، أولئك أقوام عجن الله بماء السعادة طينتهم ، وخلق من نور التوحيد أرواحهم) (١) وأهلّهم يوم القيامة للسيادة على أضرابهم.
ولقد أرسل الله نبيّه لدينه موضّحا ، وبالحقّ مفصحا ، ولتوحيده معلنا ، ولجهده فى الدعاء إليه مستفرغا .. فأقرع بنصحه قلوبا نكرا ، وبصّر بنور تبليغه عيونا عميا.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١))
سمّى الإيمان والجهاد تجارة لما في التجارة من الرّبح والخسران ونوع تكسّب من التاجر ـ وكذلك : فى الإيمان والجهاد ربح الجنّة وفي ذلك يجتهد العبد ، وخسرانها إذا كان الأمر بالضّدّ.
وقوله : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ ...) أي في ذلك جهادكم وإيمانكم واجتهادكم ، وهو خير لكم.
ثم بيّن الربح على تلك التجارة ما هو فقال :
(يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ
__________________
(١) حا بين القوسين ورد في م وسقط في ص.