(أي : لا تطعه لأن كان ذا مال وبنين ... ثم استأنف الكلام فقال) (١) : إذا تتلى ... قابلها بالتكذيب ، وحكم أنّ القرآن من الأساطير.
(سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)
أي سنجعل له في القيامة على أنفه نشويها لصورته كى يعرف بها.
قوله جل ذكره : (إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ (١٧))
أي امتحنّاهم (٢) .. حين دعا عليهم النبي صلىاللهعليهوسلم ، فابتلاهم الله بالجوع ، حتى أكلوا الجيف ـ كما بلونا أصحاب الجنة ، قيل : إن رجلا من أهل اليمن كانت له جنة مثمرة وكان له ثلاثة بنين ، وكان للمساكين كل ما تعدّاه المنجل فلم يجذه من الكرم ، فإذا طرح على البساط فكل شىء سقط عن البساط فهو أيضا للمساكين ، فما أخطأه القطاف من نخله وكرمه يدعه للمساكين. وكان يجتمع منه مال ، فلما مات هو قال ورثته : إنّ هذا المال تفرّق فينا ، وليس يمكننا أن نفعل ما كان يفعله أبونا ، وأقسموا ألا يعطوا للفقراء شيئا ، فأهلك الله جنّتهم ؛ فندمو وتابوا.
وقيل : أبدلهم الله جنة حسنة ، فأقسموا ليصرمنّ جنّتهم وقت الصبح قبل أن تفطن المساكين ، ولم يقولوا : إن شاء الله :
(فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ)
أرسل عليها من السماء آفة فأحرقت ثمارهم. وأصبحت (كَالصَّرِيمِ) أي كالليل المسودّ ، فنادى بعضهم بعضا وقت الصبح : أن اغدوا على حرثكم إن أردتم الصرام ، فانطلقوا
__________________
(١) ما بين القوسين موجود في ص وغير موجود في م .. والمعنى : لا تطعه ـ مع هذه النقائص والمنالب ـ ليساره وحظه من الدنيا وكثرة أولاده.
(٢) يقصد أهل مكة حين دعا عليهم الرسول : اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف.