ولا يبعد أن ينظر إليه الحقّ بأفضاله ، فيقبله بعد ذلك رعاية لما سلف في بدايته من أحواله ... فإنّ الله تعالى رءوف بعباده.
قوله جل ذكره : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٣٤))
الذين يتقون الشّرك والكفر ، ثم المعاصي والفسق ، لهم عند الله الثواب والأجر.
قوله جل ذكره : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ؟ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ؟! أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ)
كيف تحكمون؟ هل لديكم حجة؟ أم لكم كتاب فيه تدرسون؟ أم لكم منا عهود فيها تحكمون؟ والمقصود من هذه الأسئلة نفى ذلك.
قوله جل ذكره : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢))
(عَنْ ساقٍ) : أي عن شدّة يوم القيامة.
ويقال في التفسير : عن ساق العرش.
يؤمرون بالسجود ؛ فأمّا المؤمنون فيسجدون ، وأمّا الكفار فتشدّ أصلابهم فلا تنحنى.
وقيل : يكشف المريض عن ساقه ـ وقت التوفّى ـ ليبصر ضعفه ، ويقول المؤذّن : حيّ على الصلاة ـ فلا يستطيع.
وعلى الجملة فقد خوّفهم بهذه القالة : إمّا عند انتهائهم في الدنيا أو ابتدائهم في الآخرة.
(... وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ)
يذكّرهم بذلك ليزدادوا حسرة ، ولتكون الحجة عليهم أبلغ.