أي : لا تهتم بشأنهم ، ولا تحتفل ؛ فإنّى أكفيك أمرهم.
إنّى خلقته وحدي ؛ لم يشاركنى في خلقى إيّاه أحد.
ويحتمل : خلقته وحده لا ناصر له.
قوله جل ذكره : (وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً وَبَنِينَ شُهُوداً)
حضورا معه لا يحتاجون إلى السّفر.
(وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً)
أراد : تسهيل التصرّف ، أي : مكّنته من التصرّف في الأمور (١).
(ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ)
يطمع أن أزيده في النعمة :
(كَلَّا ، إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً)
جحودا.
(سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً)
سأحمله على مشقّة من العذاب.
(إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩))
أي : لعن كيف فكّر ، وكيف قدّر ، ويعنى به : الوليد بن المغيرة (٢) الذي قال في النبي صلىاللهعليهوسلم : إنّه ليس بشاعر ولا بمجنون ولا بكذّاب ، وإنه ليس إلا ساحر ، وما يأتى به ليس إلا سحر يروى :
__________________
(١) واضح من هذا أن القشيري يؤمن بحرية الإنسان ، وأن الجبرية عنده ليست مطلقة.
(٢) كان الوليد يدعى ريحانة قريش فلما سمعت منه واصفا القرآن : «والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمن ، وإن أسفله لمغدق ...» قالت قريش : صبأ الوليد لتصبون قريش كلها ، فلما ذهب إليه أبو جهل ليتحرى. قال له بعد أن فنّد مزاعمهم : ما هو إلا ساحر! أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه؟