(لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (٢٨) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (٢٩) عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠))
(١) لا تبقى لحما ، ولا تذر عظما ، تحرق بشرة الوجه وتسوّدها ، من لاحته الشمس ولوّحته.
(عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ)
قال المشركون : نحن جمع كثير ... فما يفعل بنا تسعة عشر؟! فأنزل الله سبحانه :
(وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ)
فيزداد المؤمنون إيمانا ، ويقول هؤلاء : أي فائدة في هذا القدر؟ فقال تعالى :
(كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ).
ثم قال :
(وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ).
أي : تقاصرت علوم الخلق فلم تتعلّق إلا بمقدار دون مقدار ، والذي أحاط بكل شىء علما. هو الله ـ سبحانه.
__________________
(١) بسر أي كلح وجهه وتغير لونه.