وأن يخرج يده من كمّه. وإنه قال لموسى : أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء ، وألق عصاك نجعلها ثعبانا ، بلا ضربك بها ، وبلا استعمالك لها يا موسى : الأمر بنا لا بك ، وأنا لا أنت.
(وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ) : يا موسى ، فى وصف خضوعك تجدنى ، وبتبرّيك عن حولك وقوّتك تصل إليّ.
قوله جل ذكره (قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (٣٣))
تعلّل بكلّ وجه رجاء أن يعافى من مشقة التبليغ ومقاساة البلاء ؛ لأنه علم أنّ النبوة فيها مشقة ، فلم يجد الرّخصة والإعفاء ممّا كلّف ، وأجاب سؤله في أخيه حيث سأله أن يجعل له ردءا ، وضمن لهما النصرة.
ثم إنهما لمّا أتيا فرعون قابلهما بالتكذيب والجحد (١) ، ورماهما بالخطأ والكذب والسحر (٢) ، وجاوباه (٣) بالحجة ، ودعواه إلى سواء المحجّة ، فأبى إلّا الجحد.
قوله جل ذكره (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (٣٨))
ادّعى الانفراد بالإلهية فزاد في ضلاله على عبدة الأصنام الذين جعلوا أصنامهم شركاء ، ثم قال لهامان : (فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى) وكان هذا من زيادة ضلاله ،
__________________
(١) (والجحد) موجودة في م وغير موجودة في ص.
(٢) (والسحر) موجودة في ص وغير موجودة في م.
(٣) هكذا في م وهي في ص (وحارباه).