ويقال : لم يقض الله له ما أمره به ، ولو قضى عليه وله ما أمره به لما عصاه (١).
قوله جل ذكره : (أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ غُلْباً (٣٠))
فى الإشارة : صببنا ماء الرحمة على القلوب القاسية فلانت للتوبة ، وصببنا ماء التعريف على القلوب فنبتت فيها أزهار التوحيد وأنوار التجريد.
(وَقَضْباً) أي القت (٢).
(وَحَدائِقَ غُلْباً) متكائفة غلاظا.
(وَفاكِهَةً وَأَبًّا)
الفاكهة : جميع الفواكه ، و (أَبًّا) : المرعى.
(مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ...)
(فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) أي : القيامة ؛ فيومئذ يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، ثم بيّن ما سبب ذلك فقال :
(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
لا يتفرّغ إلى ذاك ، ولا ذاك إلى هذه. كذلك قالوا : الاستقامة أن تشهد الوقت
__________________
(١) أي : كلّا لم يقض الله لهذا الكافر ما أمره به من الإيمان ، بل أمره بما لم يقض له ـ وهذا الرأى للإمام ابن فورك شيخ القشيري.
(٢) سمىّ القت قضبا لأنه يقضب ، أي يقطع بعد ظهوره مرة بعد مرة (الحسن) ويرى ابن عباس أنه الرطب لأنه يقضب من النخل ، ولأنه ذكر العنب قبله.