من البطر (١) والمدح.
(إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ)
أنه لن يرجع إلينا ، ولن يبعث.
قوله جل ذكره : (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ)
بالحمرة التي تعقب غروب الشمس.
(وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ)
وما جمع وضمّ.
(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ)
تمّ واستوى واجتمع.
ويقال : الشّفق حين غربت شمس وصالهم ، وأذيقوا الفراق في بعض أحوالهم ، وذلك زمان قبض بعد بسط ، وأوان فرق عقيب جمع (٢). (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) : ليالى غيبتهم وهم بوصف الاستياق ؛ أو ليالى وصالهم وهم في روح التلاقي ، أو ليالى طلبهم وهم بنعت القلق والاحتراق.
(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) : إذا ظهر سلطان العرفان على القلوب فلا بخس ولا نقصان.
قوله جل ذكره : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩))
أي حالا بعد حال. وقيل : من أطباق السماء. ويقال : شدّة بعد شدّة.
ويقال : تارات الإنسان طفلا ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا.
ويقال : طالبا ثم واصلا ثم متّصلا.
ويقال : حالا بعد حال ، من الفقر والغنى ، والصحة والسّقم.
ويقال : حالا بعد حال في الآخرة.
__________________
(١) هكذا في ص وهي في م (النظر) والسياق يقتضى (البطر) فهو من أشد آفات الطريق خطرا ـ كما نعرف من مذهب القشيري.
(٢) فى م (وأوان فراق بعد جمع) والاصطلاحان الصوفيان الملائمان هما (الفرق والجمع).