يردّه من غير إحسان إليه. (وفي رواية عن ابن عباس) (١) أن الله قال : «يا أمة محمد قد أجبتكم قبل أن تدعونى وأعطيتكم قبل أن تسألونى ، وغفرت لكم قبل أن تستغفرونى ، ورحمتكم قبل أن تسترحمونى».
قوله جل ذكره : (وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٤٥))
(٢) ومما كان موسى عليهالسلام يتلوه عليهم من الآيات ذكر نبيّنا صلىاللهعليهوسلم بالجميل. وذكر أمته بحسن الثناء عليهم ، فنحن في الوجود محدث مخلوق وفي ذكره متعلق لا باستفتاح. ولم نكن في العدم أعيانا ، ولا أشياء ، ولكنا كنا في متعلق القدرة ومتناول العلم والمشيئة. وذكرنا في الخطاب الأزليّ والكلام الصمديّ والقول الأبديّ.
قوله جل ذكره : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٦))
ما طلبه موسى لأمته جعلناه لأمتك ، وكما نادينا موسى ـ وهو في الوجود والظهور ـ ناديناكم وأنتم في كتم العدم ، أنشدوا :
كن لى كما كنت |
|
فى حال لم أكن |
قوله جل ذكره : (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا
__________________
(١) أضفنا ما بين قوسين من عندنا لنكتب الرواية بكاملها فهى ناقصة في المتن.
(٢) ثاويا «مقيما .. قال المجاج : فبات حيث يدخل الثوى : أي الضيف المقيم»