لنأخذنّ بناصيته (وهي شعر مقدّم الرأس) أخذ إذلال. ومعناه لنسوّدنّ وجهه.
وقوله : (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) بدل من قوله : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) (١)
(فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨))
فليدع أهل ناديه وأهل مجلسه ، وسندعو الزبانية ونأمرهم بإهلاكه.
قوله جل ذكره : (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب)
أي : اقترب من شهود الربوبية بقلبك ، وقف على بساط العبودية بنفسك.
ويقال : فاسجد بنفسك ، واقترب بسرّك (٢).
__________________
(١) نسبة الكذب والخطيئة إلى الناصية يقصد بها صاحب الناصية كقولهم : نهاره صائم وليله قائم ، أي هو صائم في نهاره وقائم في ليله.
(٢) السجود عبادة الظواهر ، ولهذا ربطها القشيري بالنفس ، فكل ما يتصل بالظاهر يرتبط ـ عنده ـ بالنفس ، وأمّا الاقتراب «فهو عبادة الباطن المرتبطة بالسرّ.