من أربها ، وليس من أكرم بوجدان نعيم عقباه كمن منى بالوقوع في جحيم دنياه
قوله جل ذكره : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢))
إنما يكون ذلك على جهة التهويل وإبطال كيد أهل التضليل .. وإلّا فمن أين لهم الجواب فضلا عن الصواب! والذي يسألهم هو الذي على ما شاء جعلهم ؛ فما ورد فعل إلا على فعله ، وما صدر ما صدر إلا من أصله. وإذ تبرّأ بعضهم من بعض بيّن أنه لم يكن للأصنام استحقاق العبودية ، ولا لأحد من النفي والإثبات بالإيجاد والإحداث ذرّة أو منه شظيّة .. كلا بل هو الواحد القهار.
قوله جل ذكره : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (٦٥))
يسألهم سؤال هيبة ؛ فلا يبقى لهم تمييز ، ولا قوة عقل ، ولا مكنة جواب ، قال جلّ ذكره :
(فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ (٦٦))
إذ استولت عليهم الحيرة ، واستمكن منهم الدهش ؛ فلا نطق ولا عقل ولا تمييز ولا فهم.
قوله جل ذكره : (فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (٦٧) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٨))