فقال : واللات والعزّى لا أرجع إلّا بإبلى.
فقيل لأبرهة : هذا سيّد قريش ببابك ؛ فأذن له ، وسأله عن حاجته ؛ فأجاب أبرهة : إنها لك غدا ، إذا تقدّمت إلى البيت (١).
فعاذ عبد المطلب إلى قريش ، وأخبرهم بما حدث ، ثم قام وأخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول :
لا همّ إنّ العبد |
|
يمنع رحله فامنع حلالك |
لا يغلبنّ صليبهم |
|
ومحالهم عدوا محالك |
إن يدخلوا البلد الحرا |
|
م فأمر ما بدا لك (٢) |
فأرسل الله عليهم طيرا أخضر (٣) من جهة البحر طوال الأعناق ، فى منقار كل طائر حجر وفي مخلبه حجران.
قيل : الحجرة منها فوق العدس دون الحمص.
وقيل : فوق الحمص دون الفستق ، مكتوب على كل واحدة اسم صاحبها.
وقيل : مخطّطة بالسّواد. فأمطرت عليهم ، وماتوا كلّهم.
وقيل : كان الفيل ثمانية ؛ وقيل : كان فيلا واحدا.
وفي رواية : إنه كان قبل مولده صلىاللهعليهوسلم بأربعين سنة.
وقيل : بثلاثة وعشرين سنة. وفي رواية «ولدت عام الفيل» (٤).
قوله جل ذكره : (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢))
أي : مكرهم في إبطال.
__________________
(١) قيل : إن النجاشي قال له : لقد أعجبتنى حين رأيتك ، ولكنى زهدت فيك حين كلمتنى .. أتكلمنى في بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه؟ فقال له عبد المطلب : أنا رب الإبل ... أما البيت فله رب سيمسكه.
(٢) الحلال جمع حل. والمحال : القوة. والعدو بالعين المهملة : الاعتداء.
(٣) قال سعيد بن جبير : هى طير خضر لها مناقير صفر.
(٤) وفي رواية : «ولدت يوم الفيل». وقال قيس بن مخرمة : «ولدت أنا ورسول الله (ص) عام الفيل».