وبيت العنكبوت أوهن البيوت لأنه بلا أساس ولا جدران ولا سقف ولا يمسك على أدون (١) دفع .. كذلك الكافر ؛ لا أصل لشأنه ، ولا أساس لبنيانه ، يرى شيئا ولكن بالتخييل ، فأمّا في التحقيق .. فلا.
قوله جل ذكره : (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ (٤٣))
الكلّ يشتركون في سماع الأمثال ، ولكن لا يصغى إليها من كان نفور القلب ، كنود الحال ، متعودا الكسل ، معرّجا في أوطان الفشل.
قوله جل ذكره : (خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٤٤))
(بِالْحَقِّ) : أي بالقول الحق والأمر الحق.
قوله جل ذكره : (اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ (٤٥))
أي من شأن المؤمن وسبيله أن ينتهى عن الفحشاء والمنكر ، أي على معنى ينبغى للمؤمن أن ينتهى عن الفحشاء والمنكر ، كقوله : (وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي ينبغى للمؤمن أن يتوكل على الله ، فإن قدّر أن واحدا منهم لا يتوكل فلا يخرج به ذلك عن الايمان ـ كذلك من لم ينته عن الفحشاء والمنكر فليست تخرج صلاته عن كونها صلاة.
ويقال بل الصلاة الحقيقة ما تكون ناهية لصاحبها عن الفحشاء والمنكر ؛ فإن لم يكن من العبد انتهاء فالصلاة ناهية على معنى ورود الزواجر على قلبه بألا يفعل ، ولكنه يصرّ ولا يطيع تلك الخواطر.
__________________
(١) أي على أضعف دفع