(أهلكتها) خبرا. فإن جعلتها صفة ل (قرية) ، لم يجز أن تكون مفسرة لفعل مقدر ، لأن الصفة لا تعمل فيما قبل الموصوف ، ولهذا لو قلت : أزيد أنت رجل تضربه ، لم يجز أن تنصبه بفعل يفسره (تضربه) ، لأنّ (تضربه) صفة لرجل ، فلا يكون مفسرا لفعل مقدر ، كما لا يجوز أن يعمل فيما قبل الموصوف.
قوله تعالى : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) (٤٥).
مجرور لأنه معطوف على (قرية) وتقديره : وكم من بئر معطلة ، وقيل : هو معطوف على (عروشها).
قوله تعالى : (وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ)(١) (٥٣).
الضمير المجرور فى (قلوبهم) يعود إلى الألف واللام ، وهذا يدل على أنّ الألف واللام فى حكم الأسماء ، لأن الحروف لا حظّ لها فى الضمير ألبتة ، وتقديره ، فويل للذين قست قلوبهم (٢). ولهذا التقدير عاد الضمير.
قوله تعالى : (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) (٦٠).
من ، فى موضع رفع لأنه مبتدأ ، وهو بمعنى الذى ، وصلته (عاقب) ، وخبره (لينصرنّه الله) ، ولا تكون (من) ههنا شرطية لأنه لا لام فيها ، كما فى قوله تعالى :
(لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ)(٣).
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) (٦٣).
فتصبح ، مرفوع محمول على معنى (ألم تر) ومعناه ، انتبه يا ابن آدم أنزل الله من السماء ماء ، ولو صرّح بقوله : انتبه ، لم يجز فيه إلا الرفع ، فكذلك ما هو بمعناه.
__________________
(١) (فويل القاسية قلوبهم) هكذا فى أوهى الآية ٢٢ سورة الزمر.
(٢) كان ينبغى أن يكون التقدير (والذين قست قلوبهم).
(٣) ١٨ سورة الأعراف.