العامل فى (إذا) فعل دل عليه قوله تعالى :
(إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)
وتقديره ، إذا مزقتم كل ممزق بعثتم. وزعم بعض النحويين ، أن العامل فيه (مزقتم) ، وليس بمرضى ، لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف ، ولا يجوز أيضا أن يكون العامل فيه (جديد) ، لأن ما بعد (إنّ) لا يجوز أن يعمل فيما قبلها ، ولا يجوز أيضا أن يكون العامل فيه (ينبئكم) لأن الإخبار ليس فى ذلك الوقت.
قوله تعالى : (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) (١٠).
يقرأ (الطير) بالنصب والرفع.
فالنصب من ثلاثة أوجه.
الأول : أن يكون منصوبا بالعطف على موضع المنادى وهو النصب فى قوله : (يا جبال) كقولهم : يا زيد والحرث. كالوصف ، نحو يا زيد الظريف.
والثانى : أن يكون منصوبا على أنه مفعول معه ، أى مع الطير.
والثالث : أن يكون منصوبا بفعل مقدر وتقديره وسخرنا له الطير. ودل على هذا المقدر قوله تعالى :
(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً).
والرفع من وجهين.
أحدهما : أن يكون مرفوعا بالعطف على لفظ (يا جبال) كالوصف ، نحو يا زيد الظريف وإنما جاز الحمل على اللفظ ، لأنه لما اطّرد البناء على الضم فى كل اسم منادى مفرد ، أشبه حركة الفاعل ، فأشبه حركة الإعراب ، فجاز أن يحمل على لفظه ، وإلا فالقياس يقتضى ألا يجوز الحمل على لفظ المبنى فى العطف والوصف ، والقراءة بالنصب أقوى عندى فى القياس من الرفع.