قوله تعالى : (فَانْظُرْ ما ذا تَرى) (١٠٢).
قرئ (ترى) بفتح التاء والراء ، وبضم التاء وكسر الراء. فمن قرأ (ترى) بفتح الراء ، فهو من الرأى وليس من رؤية العين ، لأنه لم يأمره برؤية شىء ، وإنما أمره أن يدبر رأيه فيما أمر فيه ، ولا يكون أيضا من رؤية القلب لأنه يفتقر إلى مفعولين ، وليس فى الكلام إلا مفعول واحد ، وهو (ماذا) ، يجعلها اسما واحدا فى موضع نصب ب (ترى) ، وإن شئت جعلت (ما) استفهامية فى موضع رفع بالابتداء ، و (ذا) بمعنى الذى فى موضع رفع ، لأنه خبر المبتدأ ، ووقع (ترى) على الهاء العائدة على الذى ، وبحذفها من الصلة تخفيفا ، ولا يجوز أن يعمل (ترى) فى (ذا) ، وهى بمعنى الذى ، لأن الصلة لا تعمل فى الموصول. ومن قرأ (ترى) بضم التاء وكسر الراء فهى أيضا من الرأى إلّا أنه نقل بالهمزة إلى الرباعى ، فحقه أن يتعدى إلى مفعولين ، ولك الاقتصار على أحدهما ، وتقديره ، ماذا تريناه. فحذف المفعولان تخفيفا ، ويقال : أريته الشىء ، إذا جعلته يعتقده. والمعنى ، فانظر ما ذا تحملنا عليه من الرأى ، أنصبر أم نجزع.
قوله تعالى : (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) (١٠٣).
فى جواب (لمّا) ثلاثة أوجه.
الأول : أن يكون محذوفا وتقديره ، فلما أسلما رحما أو سعدا.
والثانى : أن يكون جوابه (ناديناه) ، والواو زائدة ، والوجه الأول أوجه الأوجه.
والثالث : أن يكون جوابه قوله (تلّه) والواو زائدة (١).
قوله تعالى : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ) (١٢٥).
(اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (١٢٦).
الله ربكم ، يقرأ بالرفع والنصب. فالرفع على الابتداء ، والخبر ؛ والنصب على البدل من قوله تعالى : (أَحْسَنَ الْخالِقِينَ).
__________________
(١) الوجه الثالث ساقط من أكله ، ومنقول من ب.