بالتنوين وتركه. فمن نوّن نصب (ضرّه ورحمته) باسم الفاعل ، ومن ترك التنوين ، جرها بالإضافة ، ولا يكتسى ههنا المضاف من المضاف إليه تعريفا ، لأن الإضافة فيه فى نية الانفصال ، لأن اسم الفاعل ، ليس بمعنى الماضى ، والأصل هو التنوين ، وإنما يحذف للتخفيف.
قوله تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ (٤٢) فِي مَنامِها) (٤٢).
التى ، فى موضع نصب بالعطف على (الأنفس) ، وتقديره ، ويتوفى التى لم تمت فى منامها. فحذف (يتوفى) الثانى ، لدلالة الأول عليه. ويرسل الأخرى. أى ، الأنفس الأخرى ، وهى التى لم يقض عليها الموت ، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه. وإلى أجل مسمى ، فى موضع نصب لأنه يتعلق ب (يرسل).
قوله تعالى : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً) (٤٤).
جميعا ، منصوب على الحال من (الشفاعة) ، وإنما قال : جميعا و (الشفاعة) لفظه لفظ الواحد ، لأن (الشفاعة) مصدر ، والمصدر يدل على الجمع ، كما يدل على الواحد ، فحمل جميع على المعنى ، والحمل على المعنى كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ) (٤٥).
وحده ، منصوب ، وفى نصبه ثلاثة أوجه.
الأول : أن يكون منصوبا على المصدر يحذف الزيادة ، وأصله (أوحد) بالذكر إيحادا ، كما جمعوا كروان على كروان ، بحذف الزيادة فصار إلى فعل ، فجمعوه على فعلان كخرب وخربان وبرق وبرقان.
والثانى : أن يكون منصوبا على الحال.
والثالث : أن يكون منصوبا على الظرف وهو قول يونس. والذى عليه الأكثرون هو الأول ، وهو أوجه الأوجه.