هذا الحذف ، لكنت قد عطفت بالواو على عاملين مختلفين ، وهما (إن وفى) ، وذلك لا يجوز عند البصريين ما عدا الأخفش ، فإنه أجاز العطف فى الآية وغيرها على عاملين ، وأجاز أن يقال : إن فى الدار زيدا والقصر عمرا. فيعطف بالواو عمرا على زيد ، والقصر على الدار ، فيقيم الواو مقام عاملين ، وهما (إنّ وفى) ، وجميع البصريين على خلافه لضعفه ، لأن قصارى الواو أن تقوم مقام عامل واحد ، وفى جواز قيامها مقام عامل واحد خلاف ، فكيف يجوز أن تقوم مقام عاملين.
والوجه الثانى : أن قوله تعالى :
(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)
معطوف على (السموات) ، وآيات ، منصوب على التكرار ، لمّا طال الكلام ، فهى (آيات) الأولى ، إلا أنها كررت لطول الكلام كما يقال : ما زيد ذاهبا ولا منطلقا زيد ، فينصب (منطلقا) على أن (زيدا) الآخر هو الأول ، وإنما أظهرته للتأكيد ، ولو كان غير الأول لم يجز نصب (منطلق) ، لأن خبر (ما) ، لا يجوز أن يقدم على اسمها ، فكذلك ههنا (آيات) الآخرة هى الأولى ، وإنما أظهرت لطول الكلام توكيدا ، فلا يلزم من ذلك عطفا على عاملين.
والثالث : أن يكون (آيات) الآخرة ، منصوبا على البدل من (آيات) الأولى ، فلا يلزم من ذلك العطف على عاملين ، كذا ذكره أبو بكر بن السراج.
قوله تعالى : (لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) (١١).
قرئ (أليم) بالجر والرفع ، فالجر على الوصف ل (رجز) ، والرفع على الوصف ل (عذاب).
قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) (١٤).