(لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً).
واللام فى (ليدخل الله) ، متعلق محذوف دل عليه قوله تعالى :
(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) ، ولا تتعلق (بكف) هذه لأنها فى صلة (الذى) ، وقد فصل ما يرى من الكلام بين (كف) و (اللام) ، ولا يجوز الفصل بينهما.
قوله تعالى : (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ) (٢٧).
لقد صدق الله رسوله الرؤيا : أى ، تأويل الرؤيا. فحذف المضاف ، ولا بد من هذا الحذف ، لأن الرؤيا مخايل ترى فى النوم ، فلا يحتمل صدقا ولا كذبا ، وإنما يحتمل الصدق والكذب تأويلها. ولتدخلنّ ، أصله ، لتدخلون ، إلا أنه لما دخلت نون التوكيد حذفت النون التى هى نون الإعراب ، وعلامة الرفع للبناء لدخولها على الفعل ، لأنها لما دخلت عليه ، أكدت فيه الفعلية فردته إلى أصله وهو البناء (١) وحذفت الواو لسكونها وسكون النون الأولى من النون المشددة. وآمنين ومحلقين ومقصرين ، كلها منصوبات على الحال من الضمير المحذوف فى (لتدخلن). وكذلك قوله : (لا تَخافُونَ) ، جملة فى موضع الحال ، وتقديره غير خائفين.
قوله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٢٨).
تقديره ، كفاكم الله شهيدا. فحذف مفعولى كفى ، وكفى يتعدى إلى مفعولين ، قال الله تعالى :
__________________
(١) يرى المؤلف أن النون محذوفة للبناء ، والذى عليه الجمهور أن الفعل معرب والنون محذوفة لتوالى الأمثال.