(وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى).
إلى قوله تعالى :
(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى)(١)
كلّه معطوف على :
(أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى).
وقرأ أبو عمرو ونافع بإدغام التنوين فى اللام من (الأولى) ، بعد حذف الهمزة ، وإلقاء حركتها على لام التعريف قبلها ، وأنكرها بعض النحويين لأنهما أدغما ساكنين فيما أصله السكون ، وحركته عارضة ، والحركة العارضة لا يعتد بها ، فاللام وإن كانت متحركة بالضمة التى نقلت إليها من الهمزة المحذوفة ، فهى فى تقدير السكون ، والساكن لا يدغم فى ساكن ، ووجه هذه القراءة أنه قد صح عن العرب أنهم قالوا فى الأحمر (لحمر) ، فاعتدوا بحركة اللام ، فحذفوا همزة الوصل ، ولو كانت فى تقدير السكون لكان يجب ألا تحذف الهمزة ، فلما ابتدأوا بها واستغنوا بها عن همزة الوصل ، دل على أن حركة اللام معتد بها وإذا كانت معتدا بها ، جاز إدغام التنوين فيها ، لأنه إدغام ساكن فى متحرك ، وقد بينا هذا شافيا فى كتاب (شفاء السائل فى بيان رتبة الفاعل).
قوله تعالى : (وَثَمُودَ فَما أَبْقى) (٥١).
ثمودا ، منصوب بفعل دل عليه (فما أبقى) ، وتقديره ، وأفنى أو أهلك ثمودا فما أبقى ، وإنما لم يجز أن يكون منصوبا ب (أبقى) ، لأن ما بعد النفى لا يعمل فيما قبله.
قوله تعالى : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) (٥٣).
المؤتفكة ، منصوب لأنه مفعول (أهوى).
__________________
(١) الآيات : ٤٣ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٠ سورة النجم.