كالموصولة ، وقيل : (ما) نكرة موصوفة فى موضع نصب. و (كانوا يعملون) صفتها ، والعائد إلى الموصوف من الصفة محذوف كما هو محذوف من الصلة ، إلا أن الحذف من الصلة ، أقيس من الحذف من الصفة.
قوله تعالى : (تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ) (٥).
ههنا فعلان هما (تعالوا ويستغفر) أعمل الثانى منها وهو (يستغفر) ، ولا ضمير فيه لأن (رسول الله) مرفوع به ، والفعل لا يرفع فاعلين ، ولو أعمل الأول وهو (تعالوا) لقيل : تعالوا إلى رسول الله يستغفر لكم. وكان فى (يستغفر) ضمير يعود إلى (رسول الله) هو الفاعل.
قوله تعالى : (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) (٨).
هذا وجه الكلام وهو القراءة المشهورة ، ويقرأ (ليخرجن) بفتح الياء ، وهو فعل لازم مضارع (خرج) ، إلا أنه نصب (الأذل) على الحال وهو شاذ ، لأن الحال لا يكون فيها الألف واللام ، كقولهم : مررت به المسكين منصوب على الحال. وقولهم : ادخلوا الأول فالأول ، بالنصب ، وهو من الشاذ الذى لا يقاس عليه.
قوله تعالى : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ) (١٠١).
ويقرأ (وأكون) فيمن قرأ (وأكن) بالجزم ، جزمه بالعطف على موضع (فأصدق) ، لأن موضعه الجزم على جواب التمنى وقوّى الحمل على الموضع عدم ظهور الإعراب فيه ، فلما لم يظهر جاز أن يجرى مجرى المطرّح ، ألا ترى أن مثل (دار) فى التسمية يخالف (قدما وفخذا). ومن قرأ (وأكون) بالنصب جعله معطوفا على لفظ (فأصدق) ، وهو منصوب بتقدير (أن).