(وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً)(١)
وههنا جاء ل (تفعّل) ، وقياسه أن يجىء على التفعل نحو ، التبتل ، إلا أنهم قد يجرون المصدر على غير فعله ، لمناسبة بينهما. قال الشاعر :
١٧٣ ـ وخيرا الأمر ما استقبلت منه |
|
وليس بأن تتبّعه اتّباعا (٢) |
فأجرى (اتباعا) مصدرا على (تتبعه) والقياس أن تقول فى مصدره (تتبعا).
وقال الآخر :
١٧٤ ـ وإن شئتم تعاودنا عوادا (٣)
فأجرى (عوادا) مصدرا على (تعاودنا) ، وقياسه (تعاودا) ، والشواهد على هذا النحو كثير جدا.
قوله تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ) (١٤).
يوم ، منصوب على الظرف ، والعامل فيه ما فى (الدنيا) من معنى الاستقرار ، كما تقول : إن خلفك زيدا غدا. والعامل فى (غد) الاستقرار ، الذى دل على (خلفك) ، وهو العامل فى (خلفك) ، وجاز أن يعمل فيهما لاختلافهما ، لأن أحدهما ظرف زمان والآخر ظرف مكان.
__________________
(١) ٦١ سورة الأحزاب.
(٢) استشهد ابن جنى بالشطر الثانى فى كتابه الخصائص ٢ ـ ٣٠٩ ، والبيت للقطامى.
(٣) هذا عجز بيت ، وصدره مع بيت قبله :
سرحت على بلادكم جيادى |
|
فأدّت منكم كوما جلادا |
بما لم تشكروا المعروف عندى |
|
وإن شئتم تعاودنا عوادا |
وقد نسبه المحقق إلى شقيق بن جزء ـ الخصائص ٢ ـ ٣٠٩ ، ٣ ـ ٢١.