قوله تعالى : (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) (٢٨).
كذّابا. منصوب لأنه مصدر (كذّب) ، يقال : كذّب كذّابا وتكذيبا. وزيدت الألف فى (كذابا) ، كما زيدت الهمزة فى (أحسن إحسانا وأجمل إجمالا). وقولهم : تكذيبا ، جعلوا التاء عوضا عن تضعيف العين ، والياء بدلا من الألف ، وغيروا أوله كما غيروا آخره.
قوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً) (٢٩).
كتابا ، منصوب على المصدر ، وفى العامل فيه وجهان.
أحدهما : أن يكون العامل فيه (أحصيناه) ، وهو بمعنى (كتبنا).
والثانى : أن يكون قدّر له فعل من لفظه دل عليه (أحصيناه). فكأنه قال : كتبناه كتابا. وعلى هذين الوجهين يحمل قولهم. تبسّم وميض البرق ، وإنه ليعجبنى حبّا ، وإنى لأبغضه كراهية ، وإنى لأشنؤه بغضا.
قوله تعالى : (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (٣٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً) (٣٧).
جزاء وعطاء وحسابا ، منصوبات على المصدر. ورب ، يقرأ بالجر والرفع. فالجر على البدل من (ربك) ، والرفع على تقدير مبتدأ محذوف وتقديره ، هو رب السموات. والرحمن ، يقرأ بالجر والرفع. فالجر على الوصف ل (رب). والرفع من وجهين.
أحدهما : أن يكون مبتدأ. ولا يملكون منه ، الخبر ، وحسن أن تكون هذه الجملة خبرا لمكان الهاء فى (منه).
والثانى : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو الرحمن.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ) (٣٨).
من ، فى موضع رفع على البدل من الواو فى (لا يتكلمون) ، ويجوز أن يكون فى موضع نصب على الأصل فى الاستثناء ، والرفع على البدل أوجه الوجهين.