لمعنى ، وكان حذفها بخلاف الواو ، فإنها دخلت لمعنى وهو الجمع ، فلما حذفت الألف بقى (ترون) ، ثم أدخلت عليه نون التوكيد ، فحذفت نون الإعراب للبناء ، لأن نون التوكيد إذا دخلت على الفعل أكدت فيه الفعلية (١) ، فردته إلى أصله من البناء ، فلما حذفت نون الإعراب ، بقيت الواو ساكنة ، والنون الأولى من النون المشددة للتأكيد ساكنة ، لأن الحرف المشدد بحرفين : الأول ساكن والثانى متحرك ، فوجب تحريك الواو لالتقاء الساكنين. وإنما وجب حركتها دون حذفها لأن قبلها فتحة ، فلا يكون فى اللفظ دلالة على حذفها. بخلاف ما إذا كان قبلها ضمة ، فإنها تحذف لدلالة الضمة عليها. فوجب ههنا تحريكها ، وكان تحريكها بالضم أولى ، لأنه من جنسها ولهذا ضموها فى قوله تعالى :
(أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ)(٢) ولم تقلب الواو همزة لأنها ضمة عارضة ، وإنما تقلب الواو همزة ، إذا كانت ضمتها لازمة لا عارضة ، فصار (لترون) ، ومنهم من يقلبها همزة ، يجريها مجرى الضمة اللازمة وليس بقوى فى القياس ، ووزن (لترون) (لتفون) (٣) لذهاب العين واللام.
__________________
(١) (المفعلية) فى أ ، ب.
(٢) ١٦ سورة البقرة.
(٣) (لتفرون) فى أ ، ب.