بنصب (النهار) وتقديره ، سابق النهار. فحذف التنوين ، لالتقاء الساكنين للإضافة ، ولهذا كان النهار منصوبا. وكقول الشاعر :
١٨٩ ـ يذهل الشيخ عن بنيه وتبدى |
|
عن خدام العقيلة العذراء (١) |
أراد عن خدام العقيلة. فحذف التنوين لالتقاء الساكنين ، كقول الآخر :
١٩٠ ـ تغيّر كلّ ذى لون وطعم |
|
وقلّ بشاشة الوجه الصبيح (٢) |
أراد ، بشاشة الوجه ، فحذف التنوين لالتقاء الساكنين. وكقول الآخر :
١٩١ ـ إذا غطيف السّلمىّ فرّا (٣)
أراد ، غطيف بالتنوين. وكقول الآخر :
١٩٢ ـ حميد الذى أمجّ داره (٤)
__________________
(١) من شواهد خزانة الأدب ٤ ـ ٥٥٤ وهو لعبد الله بن قيس الرقيات ، وقبله :
كيف نومى على الفراش ولما |
|
تشتمل الشام غارة شعواء |
وانظر شرح المفصل لابن يعيش ٩ ـ ٣٦ حيث قال : «أى عن خدام العقيلة ، فحذف التنوين لالتقاء الساكنين ، لأنه ضارع حروف اللين لما فيه من الغنة ، والقياس تحريكه» وأراد وتبدى العقيلة العذراء عن خدام ، والخدام الخلخال ، أى وترفع المرأة الكريمة ثوبها للهرب فيبدو خلخالها.
(٢) لم أقف على صاحبه وهو من شواهد الإنصاف ٢ ـ ٣٨٧.
(٣) من شواهد حذف التنوين ، وقبله :
لتجدنى بالأمير برّا |
|
وبالقناة مدعسا مكرّا |
إذا عطيف السلمىّ فرّا |
والدعس الطعن ، والمداعسة المطاعنة. اللسان مادة (دعس) ، وروى (مدعصا) بالصاد ، ودعصه بالرمح طعنه ، ورجل يدعص بالرمح طعّان اللسان مادة (دعص).
(٤) اللسان مادة (أمج) وهو من الشواهد على حذف التنوين أيضا ، وأمج بفتحتين وجيم موضع بين مكة والمدينة ، وأنشد البيت أبو العباس المبرد. وأمج ، إذا سار سيرا شديدا.